كشفت مجلة «كونستراكشن ويك»، المهتمة بالشأن الخليجي، عن أن هيئة التقييس لدول مجلس التعاون، لن يتسنى لها تطبيق معايير انبعاثات الكربون الأوروبية الرابعة المتعلقة بالمركبات الثقيلة، والمقرر أن يبدأ اعتبارا من سبتمبر /أيلول 2017.
وقال مدير تنفيذي في إحدى شركات صناعة الشاحنات الثقيلة التي توزع في دول الخليج، إن الدولة الوحيدة التي ستكون جاهزة لتطبيق المعايير الأوروبية السادسة بحلول سبتمبر 2017 هي الإمارات، حيث يتوافر فيها على نطاق واسع الوقود المحتوي على نسبة 10 أجزاء فقط في المليون من الكبريت.
وأشار إلى أن دول مجلس التعاون الأخرى ليست مستعدة، بل إنها تعارض بشدة رفع معايير انبعاثات الكربون بسرعة كبيرة، نظرا للتكاليف المالية المرتبطة بالتكنولوجيا التي تتطلبها المعايير الرابعة، والتي قد تضيف حوالي 10% على تكلفة الشاحنات مقارنة مع المعايير الأوروبية الثانية.
وأوضح أن المعايير الأوروبية الثانية هي القاعدة في الوقت الحاضر «لأن هذا ما يتطلبه السوق، حيث ان كل درجة من درجات الانبعاث تكلف قدرا كبيرا من المال للأغراض التكنولوجية، وان الحلول التي تتضمنها هذه المعايير يمكن بصورة أساسية ان تأكل من الكبريت بقدر ما هو موجود، فالكبريت هو العامل القاتل».
وأضاف أنه طالما استمر العملاء في طلب الشاحنات من الطرازات ذات الحد الأدنى المسموح به من الانبعاثات، فإنه لن تكون ثمة حوافز كثيرة للتغيير من وجهة نظر الشركات المنتجة.
وبين أن التحرك لتحقيق أهداف أقل كان ما زال غريبا بعض الشيء من وجهة نظر إدارة المفاهيم العامة «حيث أن الخطوة الكبيرة بالتحول من المعايير الأوروبية الثالثة إلى الرابعة تعني أنك لن ترى أي دخان أسود بعد الآن في أي مكان».
وأكدت المجلة أنه في حين أعلنت دول خليجية عديدة كالسعودية عن أهداف طموحة لرفع معايير الانبعاثات، إلا أن الأولويات لدى دول المنطقة قد تغيرت بسرعة خاطفة في أعقاب هبوط أسعار النفط، فضلا عن الفضيحة التي تورطت فيها إحدى شركات صناعة السيارات الأوروبية.
وكانت المعايير الأوروبية الثالثة قد طرحت في أوروبا عام 2006، غير أن التحول لتطبيقها سيكون مرتبطا بتكاليف باهظة فيما يتعلق بمحركات الشاحنات الثقيلة وتكنولوجيا تخزين الوقود في دول الخليج.
يذكر أن مؤسسة الإغاثة العالمية (أوكسفام) قالت إن الدول الغنية، التي تمثل عشر عدد سكان العالم، تنتج نصف حجم الانبعاثات الكربونية في حين أن الدول الفقيرة، التي تمثل نصف سكان الكوكب وهي الأكثر تضررا بموجات الجفاف والعواصف المرتبطة بتغير المناخ، لا تنتج سوى عشر هذه الانبعاثات.