تعد كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر الحالية تشريف بيت الله الحرام، ويرتبط واقع وتاريخ المسلمين بكسوة الكعبة منذ فترة تاريخية، ويعد العمل على صناعتها شرفًا.
يقول «أحمد باعنتر»، وكيل العلاقات العامة في مصنع كسوة الكعبة المُشرفة، إن المملكة أولت كسوة الكعبة اهتمامًا بالغًا، حيث يجلب لها أفضل أنواع الحرير الأسود من إيطاليا، ويستورد لها الذهب والفضة من ألمانيا من أجل تطريز الآيات القرآنية.
وأوضح «باعنتر» أن حزام كسوة الكعبة فقط يحتوي على 47 قطعة، حيث يتم ربط تلك القطع مع بعضها البعض، مشيرًا إلى أن المصنع بدأ في صناعة حزام الكسوة للعام المقبل، التي ستوضع على الكعبة في حج عام 1438هـ.
وأضاف، «الكسوة تكلف 22 مليون ريال شاملة رواتب الموظفين لمدة عام، إلى جانب تكلفة الذهب، والفضة، والحرير، ومدة صناعتها تستغرق من ثمانية إلى عشرة أشهر» (نحو 5.8 ملايين دولار أمريكي) ».
وأكد «باعنتر»، «هناك 85 عاملاً يدويًا يعملون في قسم الحزام، وبقية أقسام المصنع أدخلت فيها أحدث المكينات على مستوى العالم، وهو ما يُسمى بـ (النسيج الآلي)، حيث تنسج على القطعة كلمة التوحيد، والتسابيح، (لا إله إلا الله محمد رسول الله، يا حنان يا منان)، وهذه مكتوبة على جدران الكعبة من الخارج، وتحديدًا تحت الحزام، بما فيها الستارة».
وتابع، «يتم نزع المادة الحافظة من الحرير الخام كي يصبح ناعمًا، ويصبح بلونه الطبيعي، بعدها يصبغ باللون الأسود للكعبة من الخارج، ويُصبغ بالأخضر للكعبة من الداخل، وللحجرة النبوية، وتلك الأصباغ تأتي من بلد الحرير نفسه ولها مواصفات، ومقاييس، وقوة جودة، وتحمل».
وعن أقسام مصنع كسوة الكعبة الأخرى، ذكر «باعنتر، أن المصنع يتكون من سبعة أقسام، منها: قسم المختبر وهو مسؤول عن المواصفات، والمقاييس، وقوة الجودة، والتحمل، وقسم الصباغة مسؤول عن الصبغ، ونوعية الصبغ، وقوته، وقسم النسيج الآلي المختص بنسج هذه القطعة، ثم بعدها قسم الحزام وهو الذي يصنع قطع الحزام، ثم قسم النسيج اليدوي وهو الذي يصنع الستارة، كما يوجد في المصنع مجسم مصغر للكعبة من الداخل لإطلاع الزوار على ما بداخله»
وأوضح وكيل العلاقات العامة في مصنع كسوة الكعبة المشرفة، أن جميع العاملين في المصنع منذ عهد الملك «فهد»، سعوديون وهم مدربون على أعمال صناعة الكسوة، منوهًا إلى أن هناك شبان يتم تدريبهم في المعهد المهني، والكلية التقنية في مكة المكرمة لمدة تسعة أشهر، وبعد التخرج يتم تعيينهم.
وحول ما يكتب على كسوة الكعبة، قال «باعنتر»،«حول باب الكعبة يوجد ستارة الباب بآيات قرآنية، وآية الكرسي، وسورة الفاتحة، وأسماء الله الحسنى، وهي بخيط الذهب والفضة، عدا الجزء الأخير في الأسفل يسمى جزء الإهداء مكتوب فيه (صنعت هذه الستارة في مكة المكرمة وأهداها إلى الكعبة المشرفة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، (تقبّل الله منه)، وهذه يتم وضعها على ستارة باب الكعبة وعلى ثوبها» .
وأشار،«ارتفاع الستارة يبلغ ستة أمتار و35 سنتمترًا، والعرض ثلاثة أمتار و33 سنتمترًا، والحزام عرضه 95 سنتمترًا، وكل جهة مختلفة الأضلاع، كما أن الحزام يأتي بحزامين، الأول في الأعلى يأتي متصلاً مع بعضه، وكله آيات قرآنية متشابكة، والثاني أسفل منه بـ 75 سنتمترًا، وهو متفرغ جزء الإهداء وفيه آية الكرسي، والأدعية (يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم والحمد لله رب العالمين)، كما يكون الإهداء من جهة باب الملتزم».
ونوه إلى أن ارتفاع الكعبة عن مستوى الصحن يبلغ 14 مترًا، مشيرًا إلى أن الكعبة ينزل عليها خمس قطع، لكل جهة قطعة، عدا باب المُلتزم فيحوي قطعتين، الأولى قطعة ستارة الباب، والأخرى القطعة التي تشمل الجهة الكاملة لواجهة الكعبة، ثم يتم ربط زواياها بالخيوط الحريرية.