أعلنت منظمة التعاون الإسلامي اليوم الإثنين استقالة أمينها العام، «إياد مدني» ، من منصبه وذلك لأسباب صحية، بحسب بيان صادر عن المنظمة.
وقدمت المملكة العربية السعودية ترشيح د.«يوسف بن أحمد العثيمين» وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق كأمين عام جديد لمنظمة التعاون الإسلامي.
وكان «مدني» قد أثار الجدل الأسبوع الماضي بعد تعليق ساخر تجاه الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أطلقه خلال مؤتمر يجمع وزراء التعليم في دول المنظمة، قبل أن يصدر بيانا يعتذر فيه، ويوضح أن ما بدر منه كان مزحة، واعتبر مراقبون أنَّ هذه المزحة هي ما عجلت باستقالة «مدني».
وفي وقت سابق، كشف وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، عن بدء تحركات مع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، لـ«ضمان حماية مصر ضمن محيطها الإقليمي والدولي»، إثر تصريحات «إياد مدني».
وقال «شكري»، خلال كلمة له اليوم، أمام مجلس النواب (البرلمان)، إن «تصريحات الأمين العام التي أساء فيها إلى مصر، تستدعي اتخاذ إجراءات لضمان حماية مركز مصر ضمن محيطها الإقليمي والدولي».
وأضاف: «مدني ارتكب خطأ جسيما بإصدار عبارات غير لائقة، وغير مقبولة تجاه مصر خلال الاجتماع الذي عقدته مؤخرا المنظمة العربية للتربية والثقافة والتعليم الإيسيسكو في تونس».
وتابع أنه يتم «متابعة الأمر وإجراء اتصالات مع أعضاء المنظمة إلى جانب إجراءات لاحقة تضمن حماية مركز مصر ضمن محيطها الإقليمي والدولي»، وقال إنه «تم تلقي عبارات اعتذار عن التصريحات لكن يجب اتخاذ إجراءات واضحة».
اعتذار بعد إهانة
وقدم مدني اعتذارا، الجمعة، مشيرا إلى أن ما ذكره أمام مؤتمر وزراء التعليم في تونس كان على سبيل المزاح والدعابة، وأنه لم يقصد من خلاله توجيه أي شكل من أشكال الإساءة للقيادة المصرية، ممثلة بـ«السيسي».
وأوضح في بيان صحفي أنه يحترم «السيسي» الذي يكن له تقديرا كبيرا كقائد عربي محنك يقود دولة عريقة تحتل مكانة كبيرة في قلب كل عربي ومسلم، وشعب عظيم صاحب تاريخ وحضارة.
كما ذكرت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى، أن دولا عربية عدة ذات تأثير في «منظمة التعاون الإسلامي» أجرت اتصالات بـ«إياد مدني»، وطالبته بتقديم استقالته من منصبه في أعقاب الأزمة التي تسبب فيها مؤخرا مع مصر.
وأضافت المصادر أن غالبية الدول الأعضاء بالمنظمة اعتبرت أن ما قاله «مدني» بشأن مصر ورئيسها تجاوز لا يتسق مع مسؤوليات ومهام المنصب الذي يتولاه، كما أنها أحدثت شرخا في علاقة مصر مع المنظمة، قد تؤثر بشكل جوهري على التعاون القائم بين القاهرة و«منظمة التعاون الإسلامي» مستقبلا، لذلك فإن هذه الدول رأت في استقالة «مدني» محاولة لاحتواء الموقف.
وأوضحت المصادر أن الأمين العام للمنظمة طالب منحه عدة ساعات للتشاور مع مقربين منه، وكذلك مع القيادة السعودية التي سبق ورشحته للمنصب.
وكان «مدني»، أخطأ الخميس الماضي، في نطق اسم الرئيس التونسي، «الباجي قايد السبسي»، بتحويله إلى «السيسي»، وتدارك الخطأ متندرا بتصريح للرئيس المصري «السيسي» قبل أيام ورد فيه «أن ثلاجته لم تكن تحتوي إلا على الماء طوال 10 سنوات».
وقال «مدني» آنذاك موجها كلامه للرئيس التونسي «السبسي»: «السيد الباجي قايد السيسي، رئيس الجمهورية التونسية.. السبسي آسف، هذا خطأ فاحش، أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس»، في تلميح إلى ما صرح به الرئيس المصري حول ثلاجته.
وكان الرئيس المصري قال خلال لقاءه مجموعة من الشباب في ندوة بعنوان «أزمة سعر الصرف»، على هامش المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ، الثلاثاء الماضي: «إنه واحد من المصريين وإنه قضى 10 أعوام وثلاجته ليس فيها سوى الماء»، ما أثار زوبعة من الانتقادات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.