أظهر مسح أجرته رويترز ونشرت نتائجه يوم الثلاثاء أن إنتاج منظمة أوبك من النفط يتجه للهبوط بما يزيد على مليون برميل يوميا هذا الشهر بما يشير إلى بداية قوية للمنظمة في تنفيذ أول اتفاق لها في ثماني سنوات على خفض الإمدادات.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول اتفقت على خفض إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا بدءا من الأول من يناير كانون الثاني بهدف تعزيز أسعار النفط والتخلص من تخمة المعروض العالمي.
وأشار المسح الذي استند إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر بالقطاع إلى أن متوسط إمدادات 11 دولة عضوا بأوبك يشملها الاتفاق بلغ 30.01 مليون برميل يوميا في يناير كانون الثاني انخفاضا من 31.17 مليون برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول.
ومقارنة مع المستويات التي اتفقت الدول على خفض الإنتاج منها - وهي مستويات أكتوبر تشرين الأول في معظم الحالات - فذلك يعني أن أعضاء أوبك خفضوا الإنتاج بواقع 958 ألف برميل يوميا من حجم الخفض الذي تعهدوا به والبالغ 1.164 مليون برميل يوميا وهو ما يعكس التزاما نسبته 82 بالمئة بالاتفاق.
ويزيد ذلك كثيرا عن نسبة الالتزام المبدئي البالغة 60 بالمئة التي حققها المنتجون عند تنفيذ اتفاق الخفض السابق للإنتاج في 2009 وعزز المسح الدلالات التي تشير إلى ارتفاع درجة الالتزام حتى الآن.
وقال مصدر في أوبك عن تقديرات الالتزام في يناير كانون الثاني "هذا مستوى مرتفع جدا.. إنه رقم جيد... وآمل بأن يستمر."
وتجاوز النفط 55 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء. وساهمت تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها أوبك ومنتجون آخرون مستقلون في رفع الأسعار من أدنى مستوياتها في 12 عاما قرب 27 دولارا للبرميل قبل عام.
ومما قلل من أثر خفض الإمدادات في يناير كانون الثاني زيادة إنتاج ليبيا ونيجيريا اللتين جرى إعفاؤهما من اتفاق أوبك نظرا لخسائر الإنتاج الناجمة عن الصراع.
وقالت مصادر في القطاع لرويترز إن السعودية خفضت إنتاجها لأقل من عشرة ملايين برميل يوميا في يناير كانون الثاني لتخفض الإنتاج بقدر أكبر مما اتفقت عليه كي تقدم نموذجا جيدا للالتزام.
وضخت إيران - التي تم السماح لها بزيادة الإنتاج بموجب اتفاق أوبك نظرا للعقوبات التي عرقلت إمداداتها في الماضي - نحو 20 ألف برميل إضافية يوميا.
وأعلنت أوبك مستوى مستهدفا للإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميا في اجتماعها في 30 نوفمبر تشرين الثاني وهو مستوى يستند إلى أرقام منخفضة للإنتاج من ليبيا ونيجيريا ويشمل إندونيسيا التي جرى تعليق عضويتها في المنظمة بعد ذلك.
وأظهر المسح أن الإنتاج المجمع في يناير كانون الثاني لجميع الدول الأعضاء في أوبك يزيد بنحو 520 ألف برميل يوميا عن المستوى المستهدف بعد تعديله عقب خروج اندونيسيا.
ويستند مسح رويترز إلى بيانات ملاحية تقدمها مصادر خارجية وبيانات تومسون رويترز ومعلومات من مصادر بشركات نفط وأوبك وشركات استشارية.