صعدت الخرطوم، من وتيرة هجومها، على الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، ووصفته عبر إذاعة «صوت القوات المسلحة» السودانية، بأنه قائد الانقلاب العسكري، الذي أطاح بـ«محمد مرسي»، الذي لا يزال حتى الآن هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية، وفق الإذاعة السودانية.
و«صوت القوات المسلحة» السودانية، هي الإذاعة الرسمية والوحيدة المعبرة عن الجيش السوداني.
وقالت الإذاعة على لسان الإعلامي السوداني «محمد يوسف»، الخميس الماضي، «الآلة الإعلامية المصرية القذرة والسيئة السمعة في كل دول العالم ما عندهم حليف إلا إسرائيل، ويمكن أن حكومة الخباز الإسرائيلي هي التي سمحت للإعلام بالتطاول، والإعلام السوداني قادر على هذا التحدي، ونحن لكم بالمرصاد»(فيديو).
وأضاف: «كل وكالات الإعلام العالمية توبخ وصبّت جام غضبها على الإعلام المصري القذر السيئ السمعة، وكلهم يقولون: لماذا سمحت الحكومة المصرية لإعلامها بالتطاول على دول عظيمة مثل السودان وقطر والسعودية والإمارات؟».
وتابع: «هذا هو السؤال الكبير الذي طرحته كثير من وسائل الإعلام العالمية، ويمكنني الرد على هذا السؤال بأن الحكومة المصرية هي حكومة انقلاب عسكري انقلبت على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس محمد مرسي، الذي لا يزال حتى الآن هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية، والسيسي هو حكومة انقلاب عسكري، وكل الناس هنا تعترف حتى هذه اللحظة بأن الرئيس الشرعي في السجن».
وأطاح الجيش المصري بـ«مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في البلاد، في 3 يوليو/تموز 2013، بعد عام واحد من توليه الحكم، وبعد أشهر نصب «السيسي»، وزير الدفاع وقتئذ، نفسه رئيسا للبلاد، في انتخابات رئاسية شككت في نزاهتها منظمات حقوقية.
ويتصاعد التوتر بين البلدين، على خلفية أزمة تبعية مثلث «حلايب وشلاتين» الحدودي.
وكانت الحكومة السودانية، أعلنت، منذ أيام، عن تشكيل لجنة تضم كافة الجهات ذات الصلة لحسم القضية، وإخراج المصريين من المنطقة بالطرق الدبلوماسية.
ودعت وزارة الخارجية السودانية، أطرافا تشمل، وزارات العدل والداخلية والخارجية ودار الوثائق القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود، إلى تجميع أعمال اللجان السابقة حول «حلايب» وتحديث نتائجها.
وقال رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان، «عبد الله الصادق»، إن «اللجنة عقدت اجتماعا (لم يحدد تاريخه) تمهيديا لوضع خارطة طريق بشأن المنطقة، وكيفية إخراج المصريين منها عبر الدبلوماسية».
وأضاف «الصادق»، أن «السودان لديه وثائق تثبت بجلاء سودانية حلايب»، التى تبلغ مساحتها قرابة 22 ألف كيلومتر مربع وتطل على ساحل البحر الأحمر، بحسب صحيفة «سودان تربيون».
وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، رفضت القاهرة، طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول منطقة «حلايب وشلاتين»، المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود، وهو الطلب، الذي لوّحت خلاله السودان باللجوء إلى التحكيم الدولي.
ويتطلب التحكيم الدولي أن تقبل الدولتان المتنازعتان اللجوء إليه، وهو الأمر الذي لم تعلن مصر في أي وقت الموافقة عليه بشأن «حلايب وشلاتين».