«بيل غيتس» الطالب المتمرد.. قصة تحوله من طالب فاشل في هارفورد إلى أغنى رجل في العالم.. وسر ارتباط اسمه بـ «مايكروسوفت» حتى اليوم
يزال اسم «بيل غيتس» علامة كبيرة في ثورة تكنولوجيا المعلومات، واليوم أصبح اسمه يحتل صفحات المواقع الإخبارية خاصةً بعد تبرعه بمبلغ 4 مليون دولار لمنع نسل البعوض المُسبب لأحد الأمراض المُذمنة، إذ يقوم العلماء في شركة التكنولوجيا الحيوية البريطانية بحقت الإناث من البعوض بجينات وراثية، مما يعني أن نسلها لا يمكنه البقاء على قيد الحياة خارج المختبر، وقرر العلماء أخذ هذه الخطوة بعد أن وجدوا نجاحًا مع البعوض المسؤول عن نشر مرض زيكا، ليقوموا بتكرار التجربة مع البعوض الذي يحمل مرض الملاريا، مما شجع بيل جيتس على التبرع من أجل إكمال هذه الخطوة من أجل القضاء على مرض الملاريا.
يُصادف اليوم 27 من جوان بذكرى تنحي «بيل جيتس» عن منصبه في مؤسسة مايكروسوفت ليتفرغ لأعمال مؤسسة «بيل وميلندا»، ومن خلال التقرير نعرض حكاية «جيتس» بداية من فشله في هارفورد –كما وصفوه- إلى أن أصبح أغنى رجل في العالم.
تمرد على فشله في هارفورد
يتربع «بيل جيتس» على عرش أغنى رجل فى العالم، بثروة قدرها نحو 87 مليار دولار، لم يحصل على هذه الثروة الهائلة من فراغ، حيثُ كان «جيتس» مولع بأجهزة الحاسوب والعمل عليها في فترة المدرسة منذ صُغره، وفى عام 1973 وبتقدير 1590 من 1600 التحق جيتس بجامعة هارفارد، ولكنه لم يمتلك وقتها خطط حقيقة للمستقبل، إذ انتهى به الأمر فى تمضية الكثير من الوقت فى العبث بأجهزة الكمبيوتر.
ومع ذلك زادت علاقات «جيتس» فى هارفارد، وكان بمثابة محطة للتعرف على الكثير من الأشخاص، إذ قابل «ستيف بالمر» وكانوا يعيشوا فى نفس المسكن، لكن التقيا فقط فى محاضرات الاقتصاد.
فى عام 1974 تغير كل شىء، إذ أطلقت شركة تدعى MITS جهاز كمبيوتر أطلقت عليه اسم Altair 8800 والذى كان يعمل بمعالج إنتل 8080، والذى سهل الأمر على الهواة للتشفير.
تواصل «جيتس» و»ألين» مع شركة MITS لمعرفة إذا كانت هذه الشركة مهتمة بتطوير نسخة من لغة البرمجة الأساسية لجهاز الكمبيوتر الجديد.
انتقل «جيتس» و»ألين» إلى نيو مكسيكو، إذ تم تعيينهما بشركة MITS ولم يكمل «جيتس» دراسته فى جامعة هارفارد.
وفى عام 1980 انضم «بالمر» صديق الدراسة إلى شركة مايكروسوفت، وبحلول عام 1988 عين «جيتس» صديقه «بالمر» فى منصب نائب الرئيس التنفيذى للمبيعات بالشركة.
ركزت شركة مايكروسوفت فى سنواتها الأولى على كتابة لغات البرمجة الجديدة لسوق أجهزة الكمبيوتر، وكان «جيتس» شديد الحرص إذ كان يفحص كل سطر من التعليمات البرمجية المكتوبة من قبل الموظفين فى البداية.
وكان عام 1980 بمثابة نقلة كبيرة لجيتس، إذ احتاجت شركة IBM إلى نظام تشغيل لأجهزة الكمبيوتر المقبلة وكلفت مايكروسوفت بهذه المهمة.
رتبت شركة مايكروسوفت لشراء شركة ناشئة تعمل على نظام التشغيل يحمل اسم 86-DOS وتم تغيير اسم نظام التشغيل إلى PC DOS وتم بيعه لشركة IBM بمبلغ 50 ألف دولار.
ولم تطالب شركة IBM بحقوق الملكية ولم تقدمها مايكروسوفت، فظل نظام التشغيل تابع لمايكروسوفت ولها الحق الكامل لبيع MS-DOS نسختها الخاصة من نظام التشغيل.
دفع نجاح أجهزة كمبيوتر IBM الشركات الأخرى للتفكير فى إطلاق أجهزة خاصة بها والاعتمتد على مايكروسوفت لتطوير أنظمة لتشغيل اللازمة.
وفى عام 1983 حققت مايكروسوفت أرباحا قيمتها 55 مليون دولار، وفى 13 مارس من عام 1986 أعلنت مايكروسوفت عن الاكتتاب العام بقيمة 21 دولارا للسهم الواحد، ليرتفع سعر لسهم إلى 28 دولارا فى نهاية اليوم الأول، ويصبح «جيتس» ملياردير فى سن الـ31 بحلول عام 1987، وبحلول العام حقتت مايكروسوفت أرباحًا 85.32 مليار دولار.
قصة نجاح وتطور مايكروسوفت
تأسست شركة مايكروسوفت العملاقة من قبل «بيل غيتس وبول ألين» سنة 1975 كشركة لتسويق معالجات بيسك، وأشتهرت شركة مايكروسوفت بهذا المنتج نظرًا لجودته وتسابقت باقي الشركات لتزويد السوق بمعالجات بيسك المتوافقة مع معالج بيسك من شركة مايكروسوفت. ونتيجة لذلك أصبح معالج بيسك والمُنتج من قِبل شركة مايكروسوفت بمثابة المقياس في معالجات بيسك وهيمنت شركة مايكروسوفت على سوق معالجات بيسك وقام كل من بيل غايتس وبول آلان بتسجيل الماركة التجارية «مايكروسوفت» في 26 نوفمبر 1976.
كان أوّل نظام تشغيل أصدرته مايكروسوفت كان نسخة من نظام يونكس في عام 1980. اشترتها من شركة إيه تي آند تي عبر ترخيص توزيع، وأسمته ميكروسوفت بالاسم زينيكس ووظفت شركة Santa Cruz Operation لتطويعه ليعمل على أكثر من منصّة تشغيل. ولم تبِع شركة مايكروسوفت هذا النظام للمستخدم مباشرة، بل عبر بيعه لمصنِّعي الحواسيب. ومع منتصف الثمانينات خرجت شركة مايكروسوفت من سوق يونكس تماما.
سمحت الصفقة مع IBM لشركة مايكروسوفت بأن تتحكم في نسختها الخاصة من النظام، ومع انتشار أجهزة الحواسيب المتوافقة مع IBM وسياسة التسويق الواسعة تحوّلت شركة مايكروسوفت من لاعب صغير إلى أحد المنتجين الرئيسيين للبرمجيات في سوق الحواسيب المنزليّة.
من وقتها حققت «مايكروسوفت» طفرة في سوق التكنولوجيا العالمية، وبدأت في إصدار نُظم تشغيل الحاسوبات بشكلها البدائي مرورًا بونيدوز 95 و98 و2000 حتى 2010، وحققت الشركة أفضل مبيعات مايكروسوفت، وكانت عبارة عن نظم التشغيل مايكروسوفت ويندوز، وحزمة البرامج المكتبية ميكروسوفت أوفيس.
ومن منتجاتها الإلكترونية أيضًا محرك بحث إم إس إن وقد تم تحديثه ليكون متعدد اللغات وأسمه الجديد Bing والذي توليه شركة مايكروسوفت عناية كبيرة في ظل المنافسة القوية في سوق محركات البحث، فمحرك بحث جوجل ومحرك بحث ياهو، وكذلك محرك بحث All The Web -التابع حالياً لياهو- يعتبروا من أقوى محركات البحث خاصة محرك بحث جوجل الذي أكتسب شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة حتى تربع على عرش محركات البحث.