الدكتور حاتم الغزال : فيروس كورونا سوف ينتهي من تونس لكن تكلفته البشرية سوف تكون مرتفعة جدا
في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي كتب الدكتور حاتم الغزال مايلي : "هذا الوباء سينتهي حتما مثلما إنتهت عشرات الأوبئة التي مرّت على بلادنا خلال القرون الماضية. التكلفة البشرية و المادية ستكون لا محالة مرتفعة مثلما هو الحال في عدد كبير من دول العالم و لكننا يجب أن نتعلم من هذه التجربة المريرة دروسا هامة جدا للمستقبل.
هذا الوباء أظهر لنا أن العالم الغربي الذي كان و لا يزال يبهرنا بتقدمه الحضاري و تطوره التكنولوجي و رقي مجتمعه كان فاشلا جدا في مواجهة أول ازمة صحية يمرّ بها في القرن الواحد و العشرين. في المقابل تقريبا كل دول شرق آسيا و أستراليا نجحت بسرعة في السيطرة على الوباء ثم في الحفاظ على عدد منخفض جدا من الإصابات و الوفايات. هذه الدول رغم كثافتها السكانية المرتفعة و رغم عادات سكانها الإجتماعية لم تشهد اكثر من 10 وفايات في اليوم و بقيت بعضها لأشهر دون تسجيل اي وفاة في الوقت الذي تشهد فيه اوروبا آلاف الوفايات يوميا.
هذه الدول نجحت لاعتمادها على مقاربات مختلفة تماما عما تعودنا عليه بتفكيرنا الذي لا يستطيع الخروج عن القالب التقليدي الغربي. هذه الدول تمثل نموذجا حقيقيا للتنمية البشرية الذي سيقود البشرية في المستقبل القريب و الذي يجب أن نعمل على الاقتداء به لبناء تونس المستقبل.
لو كنت مكان رئيس الجمهورية لركّزت كامل مجهودي خلال السنوات القادمة على التقارب مع هذه الدول و بناء علاقات ديبلوماسية قوية معهم و لزُرت كل هذه الدول و دعوت قادتها لزيارة تونس و لفتحت لهم كل مجالات الاستثمار عندنا و لفتحت مطاراتي لطائراتهم لتنطلق من تونس الى كامل إفريقيا و لأرسلت طلبتي للدراسة في جامعاتهم و أطبائي للتدرّب في مستشفياتهم و مكنتهم من فتح مكاتبهم و مراكزهم الثقافية و التعليمية في تونس من اجل بناء أجيال قادمة تفكّر خارج الصندوق."